قائد جيش الاحتلال الأسبق:

قائد جيش الاحتلال الأسبق: الأراضي الفلسطينية وديعة مؤقتة في انتظار التسوية.. والضم الزاحف سينهي المشروع الصهيوني

  • قائد جيش الاحتلال الأسبق: الأراضي الفلسطينية وديعة مؤقتة في انتظار التسوية.. والضم الزاحف سينهي المشروع الصهيوني

اخرى قبل 1 سنة

قائد جيش الاحتلال الأسبق: الأراضي الفلسطينية وديعة مؤقتة في انتظار التسوية.. والضم الزاحف سينهي المشروع الصهيوني

وديع عواودة

الناصرة- خصّص المؤتمر السنوي السادس عشر لمعهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، أمس، ندوة حول “التقدم الزاحف نحو واقع ثنائي القومية”، بمشاركة غادي أيزنكوت، قائد جيش الاحتلال السابق، عضو الكنيست عن حزب “المعسكر الدولاني” برئاسة بيني غانتس، وعضو الكنيست عن “الليكود” داني دانون.

وقال أيزنكوت في مداخلته إنه لا يوجد إستراتيجية لدى إسرائيل للتعامل مع الفلسطينيين، معتبراً أن نظرية “إدارة الصراع” تراجيديا لأنها تعود كيداً مرتداً على الدولة اليهودية، وتدفعها نحو واقع ثنائي القومية.

أيزنكوت: نظرية “إدارة الصراع” تراجيديا لأنها تعود كيداً مرتداً على الدولة اليهودية، وتدفعها نحو واقع ثنائي القومية.

وتابع أيزنكوت في محاضرته محذراً: “في المقابل هناك نحو 40% من الفلسطينيين يؤيدون دولة واحدة،

وفي إسرائيل أيضا ظهر حزبان صهيونيان جديدان هما “القوة اليهودية ” و”الصهيونية الدينية” يدفعان بقوة نحو الدولة الواحدة، ونحو واقع ثنائي القومي، مما يعني نهاية الحكم الصهيوني.

واستذكر أيزنكوت أن قادة دولة الاحتلال اعتبروا أن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 “وديعة” السيطرة عليها مؤقتة، ريثما يتم الانسحاب منها في إطار تسوية، منبهاً أن ما تقوم به إسرائيل، في السنوات الأخيرة، يدلل على أنها تحوّل المؤقت إلى دائم”.

وعقب عليه عضو الكنيست عن “الليكود” داني دانون بالقول إنه لا يعترف بوجود احتلال، داعياً لفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة الأغوار، كما فعل مناحم بيغن من قبل في الجولان السوري المحتل. واعتبر دانون أن مثل ذلك يخدم أمن إسرائيل، زاعماً أنها لا تقوم بعملية ضم في الفترة الحالية. وتابع: “أنا أؤيد القدر الأعلى من الأمن للمستوطنين، والقدر الأدنى من التدخل بحياة الفلسطينيين، والسيطرة عليهم”. ورداً على سؤال، نفى دانون أن يكون هناك نظام فصل عنصري (أبرتهايد) في الضفة الغربية. لكن أيزنكوت شدد على أن ما تشهده مدينة القدس هو صورة مصغرة لواقع ثنائي القومية خطير تزحف إسرائيل بثبات نحو التورط فيه، وقال إن القادم أعظم.

ودون أن يرسم ملامح الحل أو التسوية التي يراها، أضاف أيزنكوت: “نحن نزحف نحو هذا الواقع بتسارع، وهذا نذير شرّ، وعلينا اتخاذ قرار شجاع يرتقي للقرارات التاريخية الحاسمة التي اتخذها دافيد بن غوريون، وقبل فوات الأوان”.

تبعات انهيار السلطة الفلسطينية

ورداً على سؤال، قال أيزنكوت إنه قلق على مستقبل السلطة الفلسطينية بعد مرحلة الرئيس محمود عباس، ونوه لضعفها وعدم توافقها على رئيس خليفة لأبو مازن. وتابع: “السلطة الفلسطينية كيان مهم لنا، فنحن بحالة تعاون، وانهيارها يعني تحملنا أعباء لا طائل لنا فيها، ويعرضنا للوقوف في وجه العالم”.

وعقب دانون بالقول إنه يتوقع حالة فوضى بعد رحيل الرئيس عباس، تنطوي على تحدٍ كبير بالنسبة لإسرائيل، مرجحاً أن هذه “ستتدبر أمرها مع خليفته في نهاية المطاف”.

أيزنكوت: ظهر حزبان صهيونيان جديدان هما “القوة اليهودية ” و”الصهيونية الدينية” يدفعان بقوة نحو الدولة الواحدة، ونحو واقع ثنائي القومي، مما يعني نهاية الحكم الصهيوني.

مخاطر الازدواجية

كما حذر أيزنكوت من مخططات وزير المالية، الوزير الإضافي في وزارة الأمن باتسلئيل سموتريتش، وقال إنه يملك خطة مرحلية من خمس مراحل، تقضي بالدفع نحو انهيار السلطة الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين، وإخضاع من يبقى منهم بالحديد والنار. وتابع: “في الماضي، كانت تبدو خطة سموتريتش فارغة وسخيفة، لكنها حقيقية اليوم، لكونه وزيراً وصاحب صلاحيات مالية وأمنية واسعة في الحكومة”.

اليمين واليسار سيّان

من طرفه، قال عضو الكنيست عن “الليكود” داني دانون، سفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة، إنه لا يوجد فرق بين حكومات الاحتلال حيال القضية الفلسطينية، فالاختلاف بينها يتراوح بين إدارة الصراع ومحاولة حسمه.

ويعلل مزاعمه هذه، بمحاولة إلقاء الكرة في الجانب الفلسطيني، بالقول إنه ليس هناك شريك فلسطيني، داعياً لمواصلة “مكافحة الإرهاب”، ولمحاصرة أريحا، موجهاً انتقاداته لسياسات حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو، ويتهمها بالتورط في الاحتواء وعدم السعي للحسم.

وتوافق دانون مع أيزنكوت على خطورة توزيع صلاحيات أمنية بين وزيري أمن في إسرائيل، وقال إن الازدواجية باب للاحتكاكات والانشغال بمشاكل ذاتية، ومع ذلك حاول تخفيف وطأة الأزمة من هذه الناحية بالقول إن نتنياهو، بنهاية المطاف، هو رئيس الحكومة، وصاحب القرار، وله الكلمة الأخيرة، بصرف النظر عن مخطط هذا الوزير أو تصريحات ذاك الوزير. وتابع: “نتنياهو فعلاً يقود ويمسك بالأمور، ولا مكان للحديث عن فقدان للسيطرة”.

“محنة صعبة لكننا سنتجاوزها”

وشدد أيزنكوت أيضاً على أن حالة التشظي التي يعاني منها الإسرائيليون اليوم تنطوي على خطر إستراتيجي يقلقه جداً، علاوة على انفلات المستوطنين؛ قال: “مهما اشتد الإرهاب الفلسطيني تغلّبنا عليه حتى الآن، لكن إرهاب المستوطنين وحيازتهم على دعم من بعض الوزراء أمر خطير، وقد شاهدنا ذلك في حوارة، وبدون كبح جماح هؤلاء سنفقد السيطرة”.

واتفق معه دانون بأن الصراعات الداخلية خطيرة جداً، لكنه راهن على تجاوز الأزمة الحالية، مثلما تجاوز الإسرائيليون عدة محن صعبة في الماضي، منها حالة الانكسار التي أعقبت فك الارتباط عن غزة، واقتلاع ثمانية آلاف يهودي من مستوطناتهم، علاوة على اقتلاع قبور موتاهم أيضاً، عام 2005″.

حكم ذاتي يقل عن الدولة

وتلاهما رئيس “الشاباك” السابق يوسي كوهن، الذي قال، في رد على أسئلة ضمن المؤتمر، إن السلطة الفلسطينية في حالة انهيار، مما يفسر ولادة جيوب فوضى في شمال الضفة الغربية.

متوافقا مع أيزنكوت، قال كوهن إن عمليات المستوطنين تصب الزيت على النار. لكنه عاد وتطابق مع دانون بقوله إن المشكلة الأساس هي ضعف السلطة الفلسطينية، متجاهلاً وجود الاحتلال ودوره في ذلك، وفي كل ما يجري.

أيزنكوت شدد على أن ما تشهده مدينة القدس هو صورة مصغرة لواقع ثنائي القومية خطير.. وقال إن القادم أعظم.

ووجه كوهن انتقادات لبعض الوزراء ممن يطلقون تصريحات خطيرة دون تفكير ملي، وبلحقون ضرراً بإسرائيل، لكنه حذر أيضاً من “وهم تسوية الدولتين”، وقال إنها لم تعد ذات صلة، وتنطوي على خطأ أمني كبير.

وعندما سئل إن كان رفض “الدولتين” يعني التورط بدولة واحدة أو بواقع ثنائي القومية يلحق الكارثة بالدولة اليهودية، اعتبر كوهن أن الحل يكمن بـ “حكم ذاتي” موسع يقل عن الدولة للفلسطينيين.

وأشار كوهن لمشكلة داخلية تنعكس على بقية القضايا، مفادها أن “نتنياهو أسير داخل حكومته بسبب تركيبتها المعقدة، المتزامنة اليوم مع حالة انقسام داخلي غير مسبوقة سيسدد الإسرائيليون أثمانها”.

وتطرق كوهن لمحرقة حوارة، وقال إن الانتقام ليس حلاً، خاصة أن مطلقي النار على المستوطنين الشقيقين ربما يكونا من خارج حوارة. وتابع: “نعم المؤسسة الأمنية كانت تعلم مسبقاً بهجوم مبيت للمستوطنين، لكنها لم تقدر حجم وقوة ردهم، ولا بد من اعتقال المشاركين في مهاجمة بيوت حوارة، حتى ولو كانت بالاعتقال الإداري”.

“القدس العربي”:

التعليقات على خبر: قائد جيش الاحتلال الأسبق: الأراضي الفلسطينية وديعة مؤقتة في انتظار التسوية.. والضم الزاحف سينهي المشروع الصهيوني

حمل التطبيق الأن